السبت، 18 يونيو 2016

الضفائر السود

الضفائر السود


"رآها تتسرح مرة وتنثر
الليل على كتفيها ..."
يا شعرها .. على يدي
شلال ضوءٍ أسود ..
ألمه .. ألمه
سنابلاً لم تحصد ..
لا تربطيه .. واجعلي
على المساء مقعدي ..
من عمرنا .. على مخدات
الشذا ، لم نرقد ..
***
وحررته .. من شريطٍ
أصفر .. مغرد
واستغرقت أصابعي
في ملعبٍ .. حرٍ .. ندي
وفر .. نهر عتمةٍ
على الرخام الأجعد ..
تقلني .. أرجوحةٌ سوداء
حيرى المقصد ..
توزع الليل .. على
صباح جيدٍ أجيد
هناك . طاشت خصلةٌ
كثيرة التمرد ..
تسر لي .. أشواق صدرٍ
أهوج التنهد ..
ونبضة النهد الصغير
الصاعد .. المغرد
تستقطر النبيذ من
لون فمٍ لم يعقد ..
وترضع الضياء .. من
نهدٍ .. صبي المولد
***
قد نلتقي في نجمةٍ
زرقاء .. لا تستبعدي
تصوري .. ماذا يكون العمر
لو لم توجدي !

الحبُّ يا حبيبتي..

الحبُّ يا حبيبتي..

الحب يا حبيبتي
قصيدةٌ جميلةٌ مكتوبةٌ على القمر
الحب مرسومٌ على جميع أوراق الشجر
الحب منقوشٌ على ريش العصافير
وحبات المطر
لكن أي امرأةٍ في وطني
إذا أحبت رجلاً
ترمى بخمسين حجر

إلى وشاح أحمر

إلى وشاح أحمر

سألتك ، كيف جمعت الجراح ؟
فجاءت وشاح
يعربد .. قنديل نارٍ ووهجٍ ..
بكف الرياح
ويطفو .. ويرسو .. وقد يستريح
ببعض النواح ..
على أي وجهٍ يرف .. وينهار
أي صباح ؟
إذا التمح النهد .. ثار .. وحار
وهز الجناح
وحط على مقعدي زنبقٍ
وعشي صداح..
ليجمع زهراً .. ويقطف فلاً
ويجني أقاح
وعند الجدائل يحصد ظلاً
وعطراً مباح
أبيح شبابي .. لنهر لهيبٍ
إلى أين ؟ من صحتي تطعمين
عروق الوشاح..
إلى أين ؟ من صحتي تطعمين
عروق الوشاح..

إلى ساذجة

إلى ساذجة


لا شك .. أنت طيبه
بسيطةٌ وطيبه ..
بساطة الأطفال حين يلعبون
وأن عينيك هما بحيرتا سكون
لكنني ..
أبحث يا كبيرة العيون
أبحث يا فارغة العيون
عن الصلات المتعبه
عن الشفاه المخطئه
وأنت يا صديقتي
نقيةٌ كالؤلؤه
باردةٌ كالؤلؤه
وأنت يا سيدتي
من بعد هذا كله ، لست امرأه
هل تسمعين يا سيدتي
لست امرأه..
وذاك ما يحزنني
لأنني
أبحث يا عادية الشفاه
أبحث يا ميتة الشفاه
عن شفةٍ تأكلني
من قبل أن تلمسني
عن أعينٍ..
أمطارها السوداء .. لا تتركني
أرتاح ، لا تتركني
وأنت يا ذات العيون المطفأه..
طيبةٌ كاللؤلؤه ..
طيبةٌ كالأرنب الوديع
كالشمع .. كالألعاب .. كالربيع
هامدةٌ كالموت .. كالصقيع..
وذاك ما يؤسفني..
لأنني ..
يا أرنبي الوديع ..
أضيق بالربيع
وأكره السير على الصقيع..
لأنه يتعبني..
لأنه يرهقني
***
وددت يا سيدتي
لو كنت أستطيع
حبك يا سيدتي.
لو كنت أستطيع

إلى نصف عاشقة

إلى نصف عاشقة



تحركي خطوةً.. يا نصف عاشقةٍ
فلا أريد أنا أنصاف عشاقٍ
إن الزلازل طول الليل تضربني
وأنت واضعةٌ ساقاً على ساق
وأنت آخر من تعنيه مشكلتي
ومن يشاركني حزني وإرهاقي
تبللي مرةً بالماء .. أو بدمي
وجربي الموت يوماً فوق أحداقي
أنا غريبٌ.. ومنفيٌ.. ومستلب
وثلج نهديك غطى كل أعماقي
أمن سوابق شعري أنت خائفة
أمن تطرف أفكاري، وأشواقي
لا تحسبي أن أشعاري تناقضني
فإن شعري طفوليٌ كأخلاقي...

إن الأنوثة من علم ربي

إن الأنوثة من علم ربي

1
يذوب الحنان بعينيك مثل دوائر ماء
يذوب الزمان، المكان، الحقول، البيوت،
البحار، المراكب،
يسقط وجهي على الأرض مثل الإناء
وأحمل وجهي المكسر بين يدي..
وأحلم بامرأةٍ تشتريه..
ولكن من يشترون الأواني القديمة، قد أخبروني
بأن الوجوه الحزينة لا تشتريها النساء
***
2
وصلنا إلى نقطة الصفر..
ماذا أقول؟ وماذا تقولين؟
كل المواضيع صارت سواء..
وصار الوراء أماماً..
وصار الأمام وراء..
وصلنا إلى ذروة اليأس.. حيث السماء رصاصٌ..
وحيث العناق قصاصٌ..
وحيث ممارسة الجنس، أقسى جزاء..
***
3
تحبين.. أو لا تحبين..
إن القضية تعنيك أنت على أيٍ حال
فلست أجيد القراءة في شفتيك..
لكي أتنبأ في أي وقتٍ..
سينفجر الماء تحت الرمال
وفي أي شهرٍ تكونين أكثر عشباً..
وأكثر خصباً..
وفي أي يومٍ تكونين قابلةً للوصال
***
4
تريدين.. أو لا تريدين..
إن الأنوثة من علم ربي..
ولو كنت أملك خارطة الطقس،
كنت قرأتك سطراً.. فسطراً
وبراً.. وبحراً..
ونهداً.. وخصراً..
وكنت تأكدت من أي صوبٍ.
تهب رياح الجنوب،
ومن أي صوبٍ، تهب رياح الشمال
وكنت اكتشفت طريقي
إلى جزر التبغ، والشاي، والبرتقال..
***
تحبين.. أو لا تحبين..
إن السنين، الشهور، الأسابيع،
تمرق كالرمل من راحتينا..
أحاول تفسير هذا التشابه في الحزن في نظرتينا.
أحاول تفسير هذا الخراب..
الذي يتراكم شيئاً.. فشيئاً على شفتينا..
أحاول أن أتذكر عصر الكلام الجميل
وعصر المياه وعصر النخيل
أحاول ترميم حبك.. رغم اقتناعي
بأن التصاق الزجاج المكسر ضربٌ من المستحيل..
***
تجيئين .. أو لا تجيئين..
إن القضية لا تستحق الوقوف لديها طويلاً..
ولا تستحق الغضب..
لقد أصبح الماء مثل الخشب
لقد أصبح الماء مثل الخشب
وكل النساء اللواتي دخلن حياتي
أتين.. ورحن.. بغير سبب!!

أحبك حتى ترتفع السماء

أحبك حتى ترتفع السماء




كي أستعيد عافيتي 
وعافية كلماتي. 
وأخرج من حزام التلوث 
الذي يلف قلبي. 
فالأرض بدونك 
كذبةٌ كبيره.. 
وتفاحةٌ فاسدة.... 

حتى أدخل في دين الياسمين 
وأدافع عن حضارة الشعر... 
وزرقة البحر... 
واخضرار الغابات... 

أريد أن أحبك 
حتى أطمئن.. 
لا تزال بخير.. 
لا تزال بخير.. 
وأسماك الشعر التي تسبح في دمي 
لا تزال بخير... 

أريد أن أحبك.. 
حتى أتخلص من يباسي.. 
وملوحتي.. 
وتكلس أصابعي.. 
وفراشاتي الملونة 
وقدرتي على البكاء... 

أريد أن أحبك 
حتى أسترجع تفاصيل بيتنا الدمشقي 
غرفةً... غرفة... 
بلاطةً... بلاطة.. 
حمامةً.. حمامة.. 
وأتكلم مع خمسين صفيحة فل 
كما يستعرض الصائغ 

أريد أن أحبك، يا سيدتي 
في زمنٍ.. 
أصبح فيه الحب معاقاً.. 
واللغة معاقة.. 
وكتب الشعر، معاقة.. 
فلا الأشجار قادرةٌ على الوقوف على قدميها 
ولا العصافير قادرةٌ على استعمال أجنحتها. 
ولا النجوم قادرةٌ على التنقل.... 
أريد أن أحبك.. 
من غزلان الحرية.. 
وآخر رسالةٍ 
من رسائل المحبين 
وتشنق آخر قصيدةٍ 
مكتوبةٍ باللغة العربية... 

أريد أن أحبك.. 
قبل أن يصدر مرسومٌ فاشستي 
وأريد أن أتناول فنجاناً من القهوة معك.. 
وأريد أن أجلس معك.. لدقيقتين 
قبل أن تسحب الشرطة السرية من تحتنا الكراسي.. 
وأريد أن أعانقك.. 
قبل أن يلقوا القبض على فمي.. وذراعي 
وأريد أن أبكي بين يديك 
قبل أن يفرضوا ضريبةً جمركيةً 
على دموعي... 
أريد أن أحبك، يا سيدتي 
وأغير التقاويم 
وأعيد تسمية الشهور والأيام 
وأضبط ساعات العالم.. 
على إيقاع خطواتك 
ورائحة عطرك.. 
التي تدخل إلى المقهى.. 
قبل دخولك.. 
إني أحبك ، يا سيدتي 
دفاعاً عن حق الفرس.. 
في أن تصهل كما تشاء.. 
وحق المرأة.. في أن تختار فارسها 
كما تشاء.. 
وحق الشجرة في أن تغير أوراقها 
وحق الشعوب في أن تغير حكامها 
متى تشاء.... 
11 
أريد أن أحبك.. 
حتى أعيد إلى بيروت، رأسها المقطوع 
وإلى بحرها، معطفه الأزرق 
وإلى شعرائها.. دفاترهم المحترقة 
أريد أن أعيد 
لتشايكوفسكي.. بجعته البيضاء 
ولبول ايلوار.. مفاتيح باريس 
ولفان كوخ.. زهرة (دوار الشمس) 
ولأراغون.. (عيون إلزا) 
ولقيس بن الملوح.. 
أمشاط ليلى العامريه.... 
12 
أريدك ، أن تكوني حبيبتي 
حتى تنتصر القصيدة... 
على المسدس الكاتم للصوت.. 
وينتصر التلاميذ 
وتنتصر الوردة.. 
وتنتصر المكتبات.. 
على مصانع الأسلحة... 
13 
أريد أن أحبك.. 
حتى أستعيد الأشياء التي تشبهني 
والأشجار التي كانت تتبعني.. 
والقطط الشامية التي كانت تخرمشني 
والكتابات .. التي كانت تكتبني.. 
أريد.. أن أفتح كل الجوارير 
التي كانت أمي تخبئ فيها 
خاتم زواجها.. 
ومسبحتها الحجازية.. 
بقيت تحتفظ بها.. 
منذ يوم ولادتي..